دقائق البصر. نصوص غنائية
دقائق البصر (…) كأننا 1- شرائح Francis Bacon : تتوالى السقائط 2- صمتك حيز قبر: حين من غيمة إلى أخرى صمتك 3- في الحديقة العمومية: في الحديقة العمومية 4-مسافر يتأمل بحر غيم: كأن الغيم فيه قد يكون مسافرا الهواء مر 5-دردشة و إيقاع: دامت الدردشة بيننا سنستمر على الأقل اكترث يوم رآها أسرارنا لماذا إيقاعك مخبول 6-لوحة مارك دوفاد: عنوانها لو أني لم أصادف سبيبة صفراء 7-قصيدة: ذباب صغير 8-حضانة لوحة: غدا أما * احساين بنزبير (شاعر مغربي مقيم بفرنسا)/
لا تبال
و لو أن الغيم
انتشر عاليا
حيث البصر
يسوي الأشكال
قطعا تموسق الحيز…
تائهون،
نهيم بين الزقاق
و حقول عطشى
نرمم ذاكرة اليوم
و بقية الأشياء…
الواحدة لا تشبه الأخرى
و لون الشرائح
يثقب البصر
مغازلا تراجيديا كأس
حيث النبوءة
طرف كلام نيء
لذا
أنهض كاسرا
ضمائر التكليم و التشبيه
أمام فريسة
تخلد
بين إطار و سند…
(إلى سيمون هنتاي)
يقرر الهواء
نشر حزنه
فوق كتفي
أواظب على كلام القبور
سالكا
نزاهة المطر بين خيطين
ثم العين تحضر
-رفقة سيمون هنتاي-
و خيش الحيز ملكوت
عليك و علي.
****
يصطحب الذاكر ذكراها
ينزل الجحيم
هواءا
فوق مجاعة البذور
حيث
تفاهة نهار بليد
و طهارة ما يجيء موتا أبيض
ثم البداية
لعل اليد تتحرك
يوما
كي تخرج من خرم حقل
أسطوانة المادة
و الـملح.
****
حيز قبر
تكبر فيه اللغة
و الهواء و لحم السند
و مصداقية العنف
و شروع القيلولة
و الصابون الأسود
تتكتل الدردشة
تهيم الدقائق
حيث الضوء
عند تلك العيشة
في أركان الهواء
وشوشة…
أو ما شئت من الكلام
بل
عود ثقاب
حرق في
لوعة تنطفئ
شيئا فموتا.
هموم الزبد و الفتور
سيرة لأفق غريب.
و في يده رخصة للعبور
يتربص البحر و بابورا شماليا
بين غيمتين يونانيتين
و ستار الجارة.
****
بين عينيه
رسم تحمس الشمعة
إلى الليل…
قد تقول لي
كيف
الخروج من حمام الأدب
و أفواهنا
تسيل مدحا جهة اليمين.
سالكين دير الناقة
و فتور قرب خشب مصبوغ
كأن صوت القدم
في دروب خالية
يكتب رواية الثلج و الحصى.
****
هكذا
بلا إيقاع.
حشرات تدردش.
أياد تسوي فنا طيبا
و لطيفا.
حيث لا يزعج أحدا.
كمقابر تصير رمادا.
****
مسالك الهجرة
تصون صوتي
ضد مشاهد لا أحبها.
****
معلقة
على جدار متحف
حبيسة آلات فوتوغرافية
بين أروقة تزعق بالبشر
و العطور.
رآها
و لم يبك
حاول الدخول
لطن العتبة شيقة.
و دروب الجلبد
ترددت أمام الغياب
تحت رداء هجرة أنيقة.
****
ابتسامة ثعلب
دواليب قديمة
نكهة بن الأرابيكا
لما
يطول البصر
و دم اليسوع
يكتنفه الغموض
مسرحا للذوق و الجريمة.
****
و ليس يشبه
وجه مكاتب القطن.
****
دليل فطرة
بعثرتها مويحات اليتم
و الكحول
كما لو في ارتعاشة
ميناء شيده الخط
لا فتور
و لا نهر قديم
****
هذه اللوحة سنة1972
و عمري خمس سنوات
حيث كنت حزينا
و منهكا
مثيلا ليوم شقي
أسيل كصباغة الأكواريل
في ظل صدفة مهاجرة
باب في باب
مساحة ضد جغرافية لقيطة
و الفكرة ليست صدى
****
تعبر اللوحة
لكن
ما الذي كان بين يديه؟
ليرسم بالأصفر
ليلون بالأصفر
محنة الترف
ولذة عانسا
تفتقدهما الذكرى
و كلام عكاظ في بلاستيك
حذار… حذار
منك مارك
و عمري الآن
ثلاثون…
ملأ حدود الحديقة
بحركات مجهرية
حيث
النظر يصبو
و لا شيء
من النافذة يقطر
غير نكهة الخريف
لما كلس الأرض
كان فصيحا
تحت عين تسكن
تربة صموتة.
يتبوأ الصدى
جبل الكلام
بين لوحة عتقتها الغمولة
و وجوه
نسيتها عمدا
لأنها تشوش دليل الروح.
****
وحين تنحاز الأصداء
بالقرب من حياته
عند وقت موشح دمشقي
يتمعن اللوحة الأثر
فلا يجد غير نصف أجسام
غارقة في التشخيص
و حضانة تصبو نحو التهريج.